
تلألأت سماء كل من عاش في كهف حنانك العظيم .. بهذه الكلمات أبدأ شجون الحديث عن جدي العزيز ...
كان جدي العزيز في الأشهر الأخيرة من حياته يعاني من حالة صحية متقلبة وكان كثيرا ما يرقد في المستشفى ، وفي يوم العشرين من شهر رمضان الكريم ، استيقظت من نومي صباحا لأداء بعض الالتزامات المدرسية ، وحينها أتت امي لتخربني بأن جدي يرقد بالمستشفى وعلينا الذهاب لزيارته ، لم أكن حينها أود ذلك فكنت أظن أن حالته مستقرة ، ولكن أمي أخبرتني بأن جدك منهك ومتعب ، انتابني بعض الخوف وذهبنا إلى المشفى ، دخلت إلى غرفة جدي هناك ، رأيت جميع الأهل ملتفون حوله ، قمت بالسلام عليه ولكنه كان متعب ولم يكن في وعيه الكامل ، عصرتني الدمعه ،أخفيتها لكي لا أتسبب في شحن الأجواء ، مرت الساعات ونحن في ترقب ، وكان حالة جدي تسوء شيئا فشيئا ، تقلب وجهي أبي وكان في قلق شديد ، بدأت الأجواء تزداد سوءا ، فطبيب يركض وممرضات يأتون وجهاز للإنعاش ! ، ولكن وفجأة انفجرن الحريم بالبكاء ، صراخ وعويل ما الذي حدث ! ،أخذ الله أمانته ، لم أمالك نفسي سقطت على الأرض وانفجرت بالبكاء ، رحل جدي ، نعم رحل من عشت في حنانه 16 عاما ، أقولها وفي قلبي ألم ، رحل من أفنى عمره في خدمة أهل البيت (ع) ، رحل صاحب الضحكة الجميلة ، رحل خادم الحسين (ع) ، آه آه .. لحظات كتبت بحر الدم بدموع العين ( علاوي باباعود عطاك عمره ) !!
هنيئا لك يا جداه فقد رحلت في ليلة وفاة أمير المؤمنين ( ع ) ، وان من أفنيت طوال عمرك في خدمته ، أينساك محمد (ص) ، لا والله لن ينساك وأن من أفنيت عمرك في خدمته وخدمة أهل بيته (ع) ، أينساك علي (ع) ، لا والله وأنت من علمتنا حبه ، أتنساك الزهراء(ع) ، لا والله وأنت من بكيت لضلعها ، أينساك الحسن ( ع ) ، لا والله وأنت من نحبت لكبده ، أينساك الحسين (ع) ، لا والله وأنت من درستنا عشقه ، وكأني بخمس أنوار تشع من قبرك وتقول هو في حفظنا ..
ورحلت أمة ...