24‏/09‏/2009

ان الله يحب التوابين .. *


طبيعة الإنسان الخطاءة والنفس الآمارة بالسوء تدعو المؤمنين إلى عض أصابع الندم على كل خطيئة ترتكبها النفس الدنيئة ، فمن ينكر منا أنه لم يرتكب ذنب ! ، سواء كان الذنب ماديا أو معنويا ، غفلة العبد بمراقبة الله له تجعل الشيطان قرينا له بكل أعماله ، فالشيطان يسيطر على عقل الإنسان الغافل كما يسيطر المغناطيس على الحديد ، تراه يجذبه تارة يمينا وتارة شمالا ، يجعل العبد تائه لا يدري ما يقوم به خل هو صالح أم طالح ..


ولكن علينا عدم نسيان أن الله يقول { إن الله يحب التوابين ... } نعم هذا ما قاله الله سبحانه في محكم كتابه ، فكما أخبرنا أهل البيت (ع) بأن لله قريب جدا من الناس ويحب صوت العبد إذا دعا و تذكر خطاياه ، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) ، وأحببت أن اتطرق إلى مثالين في التوبة لكي ندعم الموضوع ونستلهم معانيه ، فإخوة نبي الله يوسف (ع) ألقوه في الجب في القصة المعروفة ولكنهم استغفروا الله وتابوا توبة نصوحا فغفر الله لهم ، ولا ننسى الحر ومنعه من دخول الكوفة عن الإمام الحسين (عليه السلام) وتوبته في نهاية المطاف واستشهاده بين يدي الإمام ( عليه السلام ) وقولة سيد الشهداء المشهورة فيه ( أنت حر كما سمتك امك ) .



ومن المحتم علينا أن لا ننسىالتوبة حتى وإن كانت لذنب صغير ، فقد ترى الذنب عادي وهو عند الله عظيم ، ولذا يلزم علينا الإستغفار والله غفور رحيم.

وسأختم حديثي بمقطع من مناجاة التوابين للإمام علي زين العابدين ( عليه السلام ) : { الهي إن كان الندم على الذنب توبة فإني وعزتك من النادمين ، وإن كان الاستغفار من الخطيئة حطة فإني لك من المستغفرين }


* سورة البقرة آية 222