21‏/04‏/2009

تاريخ الحضارة الإسلامية !




لدي مادة في جامعة الكويت تسمى تاريخ الحضارة الإسلامية ، وحسب العنوان فإنها توضح لنا الحضارة الإسلامية السابقة وكيفية ازدهارها وتقدمها على باقي الحضارات ، ويوجد فصل في الكتاب يتحدث عن نظم الحكم والإدارة في حياة الخلفاء .

وعندما كان الدكتور يسرد لنا تاريخ الخلفاء في حياتهم العلمية والدينية والاجتماعية ، تحدث عن الحياة الاجتماعية لدى الخلفاء العباسيين والأموين ، انتابني العجب عندما قال أن بعضهم كانوا يشربون الخمور علنيا ويقيمون الحفلات الراقصة مع الجواري !، وسبب تعجبي ليس لما قاله حرفيا ، فكلنا يعلم أن التاريخ الإسلامي مشوه وحرف شوته أصحاب القلوب الإيمانية الضعيفة ، حيث قلبوا الحقائق مقابل اموال زهيدة ومناصب دنيوية فانية ، ولكن ما شدني في ذلك أنهم ( أي الدكتور ومؤلفي اكتاب ) هم بأنفسهم من فضحوا التاريخ الأموي والعباسي الشنيع ، في المقابل علماء دينهم يمتدحون الأمويين والعباسيين ويعتبرون سيد الشهداء الإمام الحسين -عليه السلام- خارج عن حكم يزيد ! ، وعند سؤال بعض الاخوة للدكتور عن سبب ذكر هذه المعلومات حيث أنها لا تناسب مقام الخلفاء ، برر الدكتور بأسباب وهمية ركيكة بقوله أنهم تابوا بعد ذلك من غير أن يذكر دليل أو بقوله أنهم تأثروا بالحضارة الفارسية وبدخول الفرس للإسلام !

وحسب رأيي المتواضع أن الله سبحانه وتعالى جعل كشف التاريخ الاموي والعباسي المزيف على يد أعوانهم ومناصريهم وهم لا يفقهون ذلك ..!

همسة : الحمدلله على نعمة الولاية .

19‏/04‏/2009

مسكينة رياضتنا .. !




سحر كرة القدم الجميلة طغى العالم وسادت هذه اللعبة بين الناس ، ففي الكويت مثلا تعتبر كرة القدم -كبقية الدول - اللعبة الشعبية الأولى لجذب الجماهير ، ولكن وللأسف في السنوات العشر الأخيرة فقدت هذه اللعبة رونقها بين عشاقها .

الكويت صالت وجالت في الملاعب واحتكرت الكؤوس الخليجية ، وحصدت كأس آسيا ، وشقت طريقها إلى كأس العلم ، وفجأة ومن دون سابق إنذار ، دخلت المصالح هذه اللعبة الممتعة وأصبحت النزاعات الداخلية بين الفرق طاغية على السطح ، متناسين المنشآت ودعم الفرق وتطبيق نظام الأحتراف الذي بادرت فيه كل الدول ماعدا الكويت وبعض الدول المتخلفة رياضيا ، فعندما يذهب أي شخص منكم إلى أي مرفق رياضي في الكويت كملعب كرة القدم مثلا ، فبدل من أن تشاهد العشب الأخضر في الملعب ترى الأتربة في كل مكان وكأنك تمارس رياضة شاطئية ! ، وعلى مستوى اللاعبين ، عندما يخسر الفريق الفلاني أو منتخب الكويت ، تهاجم الصحف المحلية اللاعبين وتحملهم أسباب الخسارة ، ما هذا الهراء ! ، كيف تريدون من أي لاعب تأدية أداء ممتاز وهو لاعب هاوي * ، ففي الدول الخليجية كالسعودية مثلا ، تعتبر فرقهم فرق تتكون من لاعبين محترفين ، لا يملكون عمل سوى كرة القدم ، فإذا لم يؤدوا عملهم بالشكل المطلوب من حق الصحف أو النقاد انتقادهم وتحميلهم أسباب الفشل ، فهذه مهنتهم !

وأخيرا كل أمل من ممثلي الكرة الكويتية التفكير في مستقبل الكويت الكروي قبل أن تصبح هذه اللعبة لعبة أناس سيايين !

* لاعب هاوي : لاعب يمارس كرة القدم من دون نظام احتراف أي دون الحصول على الأجر

16‏/04‏/2009

الإعتراف بالخطأ ..!





حياة الإنسان مليئة بالأحداث اليومية ، منها ما يستحق الذكر ومنها ما لا فائدة من ذكره ، فالإنسان يستيقظ من نومه ويبدأ يوم جديد وتبدأ سكناته وحركاته شيئا فشيئا ، يتحدث ، يسأل ، يلعب ، ينخرط مع الناس ، وكل هذه الأحداث قد تكون مصحوبة بخطأ من هنا وهناك .

أستطيع القول أن أخطاء الإنسان قد تكون جزء لا يتجزأ منه ، إني أعني الخطأ بالتعامل مع الآخرين ، فبوجوده بين الناس والتفاعل معهم لا بد من وجود خطأ يقوم به ساهيا أو متعمدا ، ولكني أرى المشكلة العظمى عدم اكتراث الشخص بما يقوم به ، تارة تراه يسئ اللفظ مع شخص من هنا ، يرفع صوته من هناك ، يكون قاسي القلب مرة ، وأف من لسانه تصدر ، في وجه هذا وذاك ، وفي نظره ما يقوم به أمر اعتيادي طبيعي يصدر تجاه أي شخص أمامه حتى لو كان ذاك الشخص أبواه أو أصدقائه !

يقول الله تعالى : (و من يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا و إثما مبينا ..)*، نرى أن الله تعالى ركز على هذه النقطة ، كيف لا ! وفي كتابه الكريم ذكرها ، فقد وعد الله صاحبها بالإثم المبين والعياذ بالله ، وأظن يتفق الجميع أن الإنسان ليس معصوم من الخطأ ، فكلنا يخطأ وهذه شريعة الله تعالى، ولكني أرى من كلمة -آسف- عسل يتقاطر من فم قائلها عند اعترافه بالخطأ ، فاعتراف الشخص بخطئه قمة في الشجاعة ، ناهيك عن أنها تزيل غبار الحقد بين الناس .

هنيئا لمن يدون كلمة آسف في قاموسه اليومي ولمن يجعلها هدية عند اقترافه للخطأ .

*سورة النساء